تنبيه أحمر يضرب مكة.. أمطار رعدية غزيرة وبرد يجتاح العاصمة المقدسة والمشاعر

طقس مكة اليوم
  • كتب بواسطة :

تشهد مكة المكرمة والمشاعر المقدسة هذه الأيام حالة جوية استثنائية، حيث أشارت آخر مخرجات النمذجة الحاسوبية الصادرة عن تطبيق طقس العرب إلى تجدد فرص هطول الأمطار بشكل واسع خلال الساعات القادمة، بمشيئة الله تعالى، تشمل العاصمة المقدسة والطائف والمناطق المحيطة بها . ووفقاً للتوقعات المحدثة، فإن هذه الأمطار ستكون غزيرة في فترات معينة، وقد تترافق مع زخات من البَرَد، الأمر الذي دفع المركز الوطني للأرصاد إلى إصدار تنبيه أحمر يحذر فيه السكان والحجاج والمعتمرين من شدة الحالة الجوية اقطوا بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

تفاصيل الحالة الجوية

تشير الخرائط الجوية إلى أن الكتلة الهوائية الرطبة القادمة من الغرب تلاقت مع امتداد منخفض جوي سطحي، ما أدى إلى نشوء السحب الركامية الضخمة فوق أجواء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. هذه السحب قادرة على إنتاج هطولات مطرية غزيرة مترافقة مع عواصف رعدية قوية، إضافة إلى تساقط البَرَد الذي قد يكون كثيفاً في بعض المواقع، مع نشاط واضح للرياح الهابطة المثيرة للأتربة والغبار.

وقد أوضح خبراء الطقس أن طبيعة التضاريس في مكة والمناطق الجبلية المجاورة مثل الطائف تسهم في تعزيز تطور السحب الركامية، وهو ما يزيد من احتمالية غزارة الهطول وتكرار العواصف الرعدية خلال ساعات النهار والظهيرة.

اقرأ أيضا: أرقام سبتمبر النارية .. أسعار الوقود في قطر تقلب الموازين!

تحذير رسمي من الأرصاد

أصدر المركز الوطني للأرصاد صباح اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 تحذيراً باللون الأحمر، وهو أعلى مستويات التنبيه، يشمل العاصمة المقدسة وعدداً من المناطق المحيطة بها. التحذير نصّ على توقع هطول أمطار رعدية غزيرة مترافقة بزخات من البَرَد، مع احتمال جريان السيول في الأودية والشعاب، إضافة إلى هبوب رياح هابطة قوية قد تؤدي إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية.

وحذرت الأرصاد من خطورة التواجد في مجاري السيول أو المناطق المنخفضة، مؤكدة أن الحالة الجوية ستستمر حتى ساعات المساء قبل أن تبدأ بالتراجع التدريجي مع دخول الليل.

اقرأ أيضا: غرامة مرعبة تصل إلى 5000 ريال على صيد هذا الطائر المنتشر بالرياض

خطورة الحالة على السكان والحجاج

مكة المكرمة ليست مجرد مدينة عادية، فهي تحتضن ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم على مدار العام. وعليه، فإن أي تقلب جوي قوي في هذه المنطقة ينعكس بشكل مباشر على حركة السكان والحجاج والمعتمرين. الأمطار الغزيرة قد تعيق التنقل داخل المشاعر المقدسة، كما أن تجمعات المياه وجريان السيول تشكل خطراً على الأرواح والممتلكات.

وجود زخات البَرَد يزيد من احتمالية وقوع أضرار في المركبات والمحال التجارية المكشوفة، فضلاً عن تأثيره المباشر على الطرقات التي تصبح أكثر slippery وخطورة عند القيادة.

إجراءات وقائية مطلوبة

دعت السلطات المختصة جميع المواطنين والمقيمين وزوار مكة إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الرسمية الصادرة عن الدفاع المدني والجهات الأمنية. ومن أبرز النصائح التي يجب اتباعها خلال هذه الحالة الجوية:

  1. تجنب الوقوف في مجاري السيول والأودية مهما بدت آمنة.
  2. الابتعاد عن أعمدة الإنارة والأشجار العالية أثناء العواصف الرعدية.
  3. تأجيل التنقل غير الضروري خلال ذروة الحالة الجوية.
  4. مراقبة النشرات الجوية الرسمية من المركز الوطني للأرصاد وعدم الانجرار وراء الشائعات.
  5. تأمين المركبات والممتلكات خاصة في المناطق المفتوحة المعرضة لتساقط البَرَد.

البعد العلمي للحالة الجوية

الأمطار الغزيرة في مكة خلال هذه الفترة من العام ليست أمراً متكرراً بشكل يومي، لكنها جزء من طبيعة المناخ الموسمي الذي يشهد تقلبات نتيجة التغيرات العالمية في الطقس. ما يحدث حالياً يرتبط بامتداد أخدود علوي بارد في طبقات الجو العليا تزامن مع ارتفاع ملحوظ في الرطوبة القادمة من البحر الأحمر، ما وفر الظروف المثالية لتشكل العواصف الرعدية القوية.

هذه الظواهر المناخية لم تعد تُقرأ بمعزل عن التغير المناخي العالمي، الذي زاد من وتيرة الأحداث الجوية المتطرفة في مختلف المناطق، بما فيها شبه الجزيرة العربية.

انعكاسات الحالة على الطائف والمشاعر المقدسة

لم تقتصر تأثيرات الحالة الجوية على مكة وحدها، بل شملت أيضاً محافظة الطائف التي تشهد طبيعة جبلية تساعد على تكاثف السحب الركامية. الطائف بدورها دخلت في نطاق الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية، وهو ما جعل الجهات الرسمية هناك ترفع مستوى الجاهزية للتعامل مع أي طارئ.

أما المشاعر المقدسة كمنى وعرفات ومزدلفة، فقد تأثرت أيضاً بالأمطار الرعدية، وهو ما قد ينعكس على حركة الحجاج والمعتمرين خصوصاً في حال استمرت الهطولات لفترات طويلة.

دور الجهات المختصة في إدارة الأزمة

لم يكن إعلان التنبيه الأحمر مجرد إجراء بروتوكولي، بل تبعته سلسلة من الخطوات العملية التي اتخذتها الجهات المعنية:

  • رفع جاهزية فرق الدفاع المدني للتعامل مع أي بلاغات عن احتجازات أو سيول.
  • نشر دوريات مرورية إضافية لتنظيم الحركة على الطرقات.
  • تشغيل أنظمة تصريف مياه الأمطار في المناطق الحيوية.
  • توجيه رسائل نصية عاجلة للسكان تحذرهم من المخاطر المحتملة.