رسميًا: التعليم السعودي يعفي هذه الفئة من الطلاب من الاختبارات الشفهية

إعفاء طلاب الشفة الأرنبية
  • كتب بواسطة :

في خطوة تحمل بُعدًا إنسانيًا عميقًا، أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن قرارها الجديد القاضي بإعفاء طلاب وطالبات حالات الشفة الأرنبية وضعف السمع أو الصمم من أداء الاختبارات الشفهية في جميع المراحل الدراسية، على أن تُقيّم قدراتهم بوسائل بديلة أكثر عدلًا وإنصافًا لحالتهم الصحية، وهذا القرار الذي جاء بعد دراسة دقيقة لاحتياجات فئة من الطلاب طالما واجهت تحديات مضاعفة داخل البيئة التعليمية، يُعد نقلة نوعية في مسار تطوير التعليم الدامج داخل المملكة، ويعكس مدى التقدير الذي توليه الدولة لكل فرد من أبنائها دون استثناء سظبغس بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

القرار.. رسالة رعاية وإنصاف

لم يأتِ هذا القرار مفاجئًا، بل جاء تتويجًا لجهود متواصلة تقوم بها وزارة التعليم ضمن استراتيجيتها لتوفير تعليم شامل يستوعب كل الفئات، خصوصًا ذوي الإعاقة أو الحالات الصحية الخاصة. فطلاب الشفة الأرنبية والصم غالبًا ما يواجهون صعوبات في التعبير اللفظي أو السمعي تجعل الاختبارات الشفهية غير عادلة في قياس قدراتهم الحقيقية، مما كان يضعهم في مواقف تربوية ونفسية صعبة، رغم ما يمتلكونه من ذكاء وفهم وقدرات كتابية عالية.

وبحسب توجيهات الوزارة، سيُستعاض عن هذه الاختبارات الشفهية بأساليب تقييم بديلة، كاختبارات تحريرية أو أنشطة تقييم مستمرة، يتم إعدادها بما يتناسب مع الحالة الفردية لكل طالب. الهدف ليس منح استثناء، بل تحقيق العدالة التعليمية التي تضع الجميع على أرضية متكافئة.

اقرأ أيضا: مفاجأة كبرى من مصرف الراجحي .. رفع حدود السحب والإيداع اليومية إلى أرقام غير مسبوقة

لماذا جاء القرار في هذا التوقيت؟

تعيش المملكة في السنوات الأخيرة مرحلة تحول شامل في التعليم، حيث لم يعد النظام التعليمي يعتمد فقط على التلقين والاختبار، بل على الفهم، الشمول، والمرونة في التقييم. من هنا، جاء هذا القرار ليؤكد أن المعيار ليس الصوت أو النطق، بل الفهم والمعرفة، وأن الطالب الذي لا يستطيع التعبير شفهياً ليس أقل من غيره في التحصيل أو الإدراك.

كما أن هذه الخطوة تتزامن مع التوجه العالمي نحو التعليم الدامج (Inclusive Education)، وهو نظام يسعى لدمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة تعليمية طبيعية دون تمييز، مع توفير الدعم اللازم لنجاحهم. وبالتالي، فإن إعفاء طلاب الشفة الأرنبية والصم من الاختبارات الشفهية ليس تنازلاً عن المعايير الأكاديمية، بل تعزيز لفهم أعمق لمبدأ تكافؤ الفرص.

اقرأ أيضا: صدمة للمقيمين .. الجوازات تعلن المهلة الأخيرة قبل الترحيل والغرامات

من هم الطلاب المستفيدون من القرار؟

يشمل القرار فئتين رئيسيتين من الطلاب:

  1. طلاب الشفة الأرنبية: وهم الذين يعانون من تشوه خلقي في الشفة العليا أو سقف الحلق يؤثر على النطق الطبيعي للكلمات، مما يجعل الأداء الشفهي صعبًا ومحرجًا في كثير من الأحيان. هؤلاء الطلاب رغم قدرتهم على الفهم والاستيعاب، إلا أن نطقهم قد يُساء تفسيره كمشكلة لغوية أو معرفية، وهو ما يتسبب في ظلمهم أثناء التقييم الشفهي.

  2. الطلاب الصم وضعاف السمع: فهذه الفئة تواجه صعوبات واضحة في استقبال الأسئلة الشفهية أو التفاعل الصوتي المباشر أثناء الامتحان، مما يجعلهم في موقف غير متكافئ مع بقية الطلاب. لذلك، جاء القرار ليمنحهم آلية تقييم عادلة تعتمد على الكتابة أو الوسائط البصرية بدلاً من التفاعل الصوتي.

آلية تطبيق القرار داخل المدارس

وزارة التعليم أوضحت أن تطبيق القرار سيكون من خلال لجان التوجيه والإرشاد في المدارس بالتنسيق مع إدارات التعليم في المناطق والمحافظات. وسيُطلب من إدارات المدارس توثيق حالات الطلاب المشمولين بالإعفاء من خلال تقارير طبية معتمدة، لتحديد نوع الإعفاء وطريقة التقييم المناسبة.

كما وجّهت الوزارة المعلمين إلى استخدام أساليب تقييم متنوعة تتناسب مع كل حالة على حدة، مثل:

  • الاختبارات التحريرية القصيرة.
  • التقييم المستمر من خلال الأنشطة والمشاركات الكتابية.
  • تقديم مشاريع أو مهام تطبيقية بدلاً من الأسئلة الشفهية.

 

كيف استقبل المجتمع هذا القرار؟

لاقى القرار إشادة واسعة من أولياء الأمور والمجتمع التربوي، الذين اعتبروه انتصارًا للإنسانية قبل أن يكون قرارًا إداريًا. فالكثير من الأسر التي لديها أبناء يعانون من الشفة الأرنبية أو ضعف السمع، كانت تعيش قلقًا دائمًا من فترة الاختبارات الشفهية، لما تسببه من ضغط نفسي على الأبناء وشعور بالتمييز. أما الآن، فقد شعروا بأن صوتهم وصل، وأن التعليم في المملكة بات أكثر إنصافًا واحتواءً.

من جانب آخر، أعرب عدد من المعلمين عن ارتياحهم للقرار، لأنه يمنحهم مرونة أكبر في تقييم طلابهم بطريقة أكثر واقعية وإنسانية، ويساعدهم في التركيز على مهارات الفهم والتحليل بدلاً من النطق فقط.