أجواء مشحونة بالرعد والبرق .. تحذيرات عاجلة لسكان الجنوب والغرب بالمملكة

تُعد حالة الطقس من أهم ما يشغل المواطن والمقيم على حد سواء، لما لها من تأثير مباشر على تفاصيل الحياة اليومية، من حركة المرور إلى الأنشطة الاقتصادية وحتى الخطط الأسرية وفي تقرير حديث صادر عن المركز الوطني للأرصاد، جاء التأكيد على استمرار فرص هطول الأمطار الرعدية المصحوبة برياح نشطة وزخات من البرد على عدة مناطق من المملكة، وذلك يوم السبت الموافق 13 سبتمبر 2025 شفكاش بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

الأمطار الرعدية على المرتفعات الجنوبية والغربية

من أبرز ما أشار إليه التقرير هو استمرار فرص هطول الأمطار الرعدية على مناطق جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة، والمدينة المنورة. وهذه المناطق تحديداً تتأثر بشكل متكرر بالمنخفضات الموسمية والتيارات الرطبة القادمة من البحر الأحمر والمحيط الهندي، ما يجعلها عرضة لزخات أمطار متفاوتة الشدة، قد تصل أحياناً إلى السيول الجارفة في بعض الأودية.

الأمطار الرعدية ليست مجرد قطرات ماء، بل هي منظومة جوية معقدة، تترافق عادة مع نشاط في السحب الركامية، برق ورعد، وزخات من البرد. هذا التنوع في الظواهر قد يكون مصدر خطر على مرتادي الطرق والمزارعين، كما قد يؤثر على الرحلات الجوية والبحرية في تلك المناطق.

اقرأ أيضا: زلزال جديد في المدارس .. قائمة كاملة من الممنوعات تحظر رسمياً

الرياح النشطة المثيرة للغبار

إلى جانب الأمطار، حذر المركز الوطني للأرصاد من نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار في الشرقية، الرياض، ونجران هذه الرياح لا تؤثر فقط على مدى الرؤية الأفقية وتزيد من خطورة القيادة على الطرق السريعة، بل قد يكون لها انعكاسات صحية مباشرة على مرضى الربو والحساسية الصدرية، نظراً لارتفاع نسب الغبار العالق في الهواء.

تصل سرعة الرياح في بعض الفترات إلى حدود عالية نسبياً، تجعلها قادرة على تحريك الرمال الناعمة وإثارة العواصف الترابية المحلية، خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية. وهنا تبرز أهمية التحذيرات المبكرة، لتمكين الجهات المعنية من اتخاذ الإجراءات الوقائية وتوعية المواطنين.

اقرأ أيضا: مفاجأة صادمة للملاك .. خطوة رسمية إلزامية لتثبيت عقاراتكم قبل ضياع الحقوق

البحر الأحمر

لم تقتصر التوقعات على اليابسة فقط، بل شملت أيضاً الأوضاع في البحر الأحمر. فقد أوضح التقرير أن الرياح السطحية ستكون شمالية إلى شمالية غربية بسرعة تتراوح بين 18 و45 كم/ساعة، وتصل أحياناً إلى 50 كم/ساعة في الجزء الجنوبي المصاحب للسحب الرعدية الممطرة.

ارتفاع الموج بدوره يتراوح بين متر ومترين، وقد يتجاوز مترين ونصف في ذروة النشاط الجوي، مما يجعل حالة البحر تتراوح بين خفيف إلى متوسط الموج، وتصل إلى حالة مائج مع السحب الرعدية. هذه الأوضاع تفرض على الصيادين ومرتادي البحر الحذر الشديد، حيث أن الأمواج العالية والتيارات البحرية قد تشكل خطراً على القوارب الصغيرة والمتوسطة.

الخليج العربي

أما على الخليج العربي، فقد أشار التقرير إلى أن الرياح السطحية ستكون شمالية إلى شمالية غربية على الأجزاء الشمالية والأوسط، بينما تكون شمالية شرقية إلى شرقية على الجزء الجنوبي بسرعة تتراوح بين 15 و38 كم/ساعة. ارتفاع الموج هنا أقل حدة، إذ يتراوح بين نصف متر ومتر ونصف، وحالة البحر تتراوح بين خفيف إلى متوسط الموج.

هذا الاستقرار النسبي لا يعني إهمال الحذر، إذ قد تتغير الظروف الجوية سريعاً مع تطور المنخفضات أو دخول التيارات الرطبة.

الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للطقس

قد يظن البعض أن حالة الطقس مسألة خبرية عابرة، لكن الواقع أن لها أبعاداً اقتصادية واجتماعية واسعة:

1. الزراعة: الأمطار الرعدية قد تكون نعمة للمزارعين في الجنوب والغرب، حيث تسقي المزروعات وتدعم الغطاء النباتي، لكنها قد تتحول إلى نقمة إذا أدت إلى سيول جارفة أو تربة مشبعة بالماء أكثر من اللازم.
2. النقل والمواصلات: الرياح المثيرة للغبار في الرياض والشرقية ونجران قد تؤدي إلى إغلاق بعض الطرق مؤقتاً أو تسبب حوادث مرورية نتيجة تدني الرؤية.
3. الصحة العامة: الغبار العالق في الأجواء يزيد من معاناة مرضى الجهاز التنفسي، ما يستوجب استعداد المستشفيات والمراكز الصحية.
4. الأنشطة البحرية: الرياح والأمواج العالية قد تؤثر على حركة الموانئ والصيد، وهو ما ينعكس على النشاط التجاري والاقتصادي المرتبط بالبحر الأحمر.

التغير المناخي وتأثيره على الظواهر الجوية

لا يمكن إغفال أن كثافة الظواهر الجوية في السنوات الأخيرة، مثل الأمطار الرعدية والرياح العاتية، ترتبط بشكل مباشر بظاهرة التغير المناخي العالمي. ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الضغط الجوي وسرعة تبخر المياه من المسطحات البحرية كلها عوامل تزيد من احتمالية تشكّل السحب الركامية وحدوث الأمطار الغزيرة.

المملكة من جانبها تعمل على تعزيز أنظمة التنبؤ المبكر، وتطوير البنية التحتية لمواجهة السيول، وزيادة حملات التوعية المجتمعية حول سبل التعامل مع الطقس المتقلب.

تابع جديد سعودي صح عبر Google News