رسمياً .. عقوبة قاسية تصل إلى خصم 15 درجة من الطالب

التنمر في المدارس

في خطوة جادة تعكس حرص وزارة التعليم على ضبط السلوكيات داخل المدارس وصيانة القيم التربوية، صدر قرار رسمي يقضي بخصم 15 درجة من الطالب حال ارتكابه سلوك التنمر بجميع أنواعه وأشكاله وهذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت استجابةً لتزايد الظاهرة في الأوساط التعليمية وما تتركه من آثار سلبية على البيئة المدرسية والمستقبل الدراسي والاجتماعي للطلبة شقخنت بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ما هو التنمر ولماذا يعد خطراً حقيقياً؟

التنمر سلوك عدواني يتجاوز حدود المزاح الثقيل أو الخلاف العابر، إذ يقوم على استهداف الطالب لزميله بالقول أو الفعل بقصد الإيذاء أو التقليل من شأنه وقد يكون التنمر لفظيًا مثل السخرية أو إطلاق الألقاب الجارحة، أو جسديًا مثل الدفع والضرب، أو إلكترونيًا عبر الرسائل المسيئة على مواقع التواصل.

خطورة التنمر أنه لا يضر الضحية وحدها، بل يهدم البيئة المدرسية بكاملها، إذ ينشر الخوف والقلق، ويقوض روح التعاون والثقة، ويدفع بعض الطلبة إلى العزلة أو حتى التسرب من التعليم.

اقرأ أيضا: كارثة تضرب نيسان باترول 2025 - استدعاء عاجل للمئات بعد اكتشاف خلل خطير يهدد حياة السائقين على الطريق!

فلسفة القرار وأبعاده

اختارت وزارة التعليم عقوبة خصم 15 درجة لأنها عقوبة ملموسة ومرتبطة مباشرة بمستقبل الطالب وتحصيله الدراسي كثير من الطلبة قد لا يتأثرون بالإنذارات أو الملاحظات الشفهية، لكن حين ترتبط العقوبة بمصيره الأكاديمي فإن الرسالة تصل بشكل أوضح والقرار يحقق ثلاث غايات رئيسية:

  1. ردع مباشر للطالب المتنمر، بربط السلوك السلبي بنتائج أكاديمية خطيرة.
  2. حماية الضحية عبر إشعاره بأن المؤسسة تقف بجانبه ولا تتساهل مع المعتدي.
  3. تعزيز القيم التربوية بنقل رسالة مفادها أن الأخلاق والسلوك لا يقلان أهمية عن التحصيل العلمي.

اقرأ أيضا: أمطار غزيرة تضرب المملكة بلا توقف حتى نهاية الأسبوع!

التنمر بين القانون والتربية

المدرسة ليست مجرد مكان لتلقي الدروس بل فضاء تربوي يعكس قيم المجتمع ومن هنا، فإن التعامل مع التنمر لا يقتصر على العقوبة، بل يمتد إلى معالجة أسبابه وتعزيز ثقافة الاحترام.

خصم الدرجات خطوة مهمة لكنها ينبغي أن تتكامل مع برامج توعوية، مثل ورش العمل والمحاضرات التي تشرح للطلاب معنى التنمر وآثاره، وتشجعهم على تبني سلوكيات إيجابية.

كما أن القرار يعكس انسجامًا مع القوانين الوطنية التي تجرم الإساءة والعنف، ويضع الطالب منذ صغره أمام حقيقة أن احترام الآخر قيمة لا تنازل عنها.

انعكاسات القرار على الطلبة وأولياء الأمور

من الطبيعي أن يثير القرار نقاشًا واسعًا في أوساط الطلاب وأولياء الأمور فالبعض قد يرى فيه قسوة مفرطة بينما يعتبره آخرون خطوة تأخرت كثيرًا.

  • على مستوى الطلبة: سيشعر المتنمر بالمسؤولية تجاه أفعاله، بينما سيشعر الضحايا بمزيد من الأمان كما أن الطلاب الآخرين سيدركون أن الانضباط السلوكي شرط أساسي للنجاح.
  • على مستوى أولياء الأمور: سيصبحون أكثر وعيًا بمتابعة سلوك أبنائهم، فالدرجات المحسومة لن تُفقد بسبب إهمال دراسي بل بسبب سلوك غير مقبول.

هل يكفي خصم الدرجات وحده؟

رغم أهمية القرار إلا أن مواجهة التنمر تحتاج إلى استراتيجية شاملة، تشمل:

  1. التربية الأسرية: غرس قيم التسامح والاحترام منذ الصغر.
  2. الإرشاد النفسي: متابعة الطلاب الذين يمارسون التنمر لمعرفة دوافعهم، فقد يكونون أنفسهم ضحايا لظروف أسرية أو مجتمعية صعبة.
  3. تعزيز الأنشطة: إدماج الطلاب في أنشطة جماعية رياضية وثقافية تنمي التعاون بدل العدوانية.
  4. استخدام التكنولوجيا بوعي: محاربة التنمر الإلكتروني الذي يزداد خطورة بسبب صعوبة ضبطه.