ابتداءً من الأحد... الصيدليات في اختبار حقيقي ووجوه جديدة تفرض نفسها بقوة القانون

توطين الوظائف

لم يعد توطين الوظائف مجرد وعود على الورق، بل تحول إلى أمر واقع يتسع تأثيره يومًا بعد يوم في سوق العمل السعودي ومع حلول الأحد القادم 27 يوليو، تدخل المملكة مرحلة جديدة وفعالة في طريق توطين مهنة الصيدلة، وهي مهنة لا تقبل المجاملة ولا تحتمل الاستهتار حلزخح بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

الأرقام الجديدة

وفق ما تم الإعلان عنه رسميًا، فإن نسب التوطين التي ستُطبّق ابتداءً من التاريخ المحدد موزعة على النحو التالي:

  • 35% من العاملين في الصيدليات والمجمعات الطبية يجب أن يكونوا سعوديين.
  • 65% من العاملين في المستشفيات يجب أن يكونوا من أبناء وبنات الوطن.
  • 55% من العاملين في الأنشطة الصحية الأخرى (كشركات التوزيع الدوائي والمصانع والمستودعات) يجب أن يكونوا سعوديين كذلك.

اقرأ أيضا: موسم البراد يقترب .. العد التنازلي لانخفاض الحرارة رسميا بدأ

لماذا هذه الخطوة الآن؟

هناك آلاف الخريجين والخريجات السعوديين من كليات الصيدلة، بعضهم ينتظر وظيفة منذ سنوات، في حين أن السوق غارق بالوافدين الذين يشغلون هذه الوظائف برواتب أقل، وبشروط عمل أسهل.

المعادلة لم تكن عادلة أبدًا، والسوق ظل يعتمد لفترة طويلة على توظيف غير المواطنين في وظائف كان يمكن شغلها بكفاءات وطنية، لولا غياب التشريعات الملزمة.

اقرأ أيضا: المرور السعودي يحذر .. راكب الدراجة بدون رخصة؟ جهز محفظتك للغرامة!

مهنة الصيدلة ليست هامشية

البعض يظن أن الصيدلي مجرد بائع أدوية، بينما في الحقيقة هو خط الدفاع الأول أمام أي خطأ دوائي. الصيدلي هو من يتحقق من الجرعة، ومن التفاعلات بين الأدوية، ومن التوصيات المرفقة، وهو أحيانًا من يكتشف خطأ في وصفة طبية قبل أن تقع الكارثة.

لذلك، وجود صيدلي سعودي في كل منشأة طبية أو صيدلية لم يعد مجرد خيار وطني، بل ضرورة صحية حقيقية.

الرسائل المبطنة في القرار

لو قرأت بين سطور القرار، ستفهم أنه يحمل أكثر من مجرد نسب توطين:

  • الدولة تقول للقطاع الخاص: انتهى زمن الاتكالية على الأجنبي.
  • وتقول للخريج السعودي: وظيفتك قادمة، لكن كن مستعدًا.
  • وتقول للمجتمع: سلامتك وصحتك الآن في أيدٍ تعرفك، وتشبهك، وتخاف عليك.

التوطين ليس عبئًا بل فرصة

منشآت كثيرة ترى في التوطين عبئًا ماليًا لأن رواتب السعوديين أعلى لكن الحقيقة أن الجودة لها ثمن، والاستقرار الوظيفي لا يأتي من تقليل التكاليف، بل من بناء كوادر وطنية مستقرة، تعرف السوق وتفهم الناس، ولا تغادر البلاد في إجازات طويلة أو عند أول عرض مغرٍ.

السعودي لا يبحث فقط عن راتب، بل عن مسار مهني، وهو ما يعني أن المنشأة التي تستثمر فيه، ستكسب موظفًا مخلصًا على المدى الطويل.