المرور السعودي يضرب بيد من حديد: 2464 مركبة تخالف حق ذوي الإعاقة!

المرور السعودي
  • كتب بواسطة :

في مشهد يتكرر في شوارع المملكة بشكل يومي نجد سيارات مركونة في أماكن كُتب عليها بوضوح مخصصة لذوي الإعاقة ومشهد يثير الغضب، ليس فقط لأنه يعكس استخفافًا بالنظام، بل لأنه يُظهر مدى القصور في فهم معنى الإنسانية قبل القوانين ومؤخرًا، كشفت الإدارة العامة للمرور عن ضبط 2464 مركبة أوقفها أصحابها في مواقف الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك في مختلف مناطق المملكة، ضمن حملاتها الميدانية المكثفة لضبط المخالفات هغطسف بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

الرقابة ليست مجرد عقاب بل أداة وعي

الضبط المروري لهذه المخالفات ليس حملة مؤقتة، بل هو جزء من جهود مستمرة ومكثفة تهدف إلى فرض النظام وحماية الفئات المستحقة وإدارة المرور لا تسعى إلى تحرير المخالفات لأغراض ربحية كما يظن البعض، بل تسعى إلى ترسيخ قيم الاحترام والمساواة، وتعزيز ثقافة السير الحضاري.

الوقوف في مواقف ذوي الإعاقة لا يتعلق فقط بمخالفة رقمية تُسجَّل على لوحة سيارتك، بل هو تعدٍ صارخ على حقوق إنسانية وقانونية لفئة من المجتمع تحتاج بالفعل إلى هذه التسهيلات، لا ترفًا بل ضرورة.

اقرأ ايضا: رسميا .. تأخرت الكهرباء؟ كل ساعة بـ100 ريال في جيبك

من هم ذوو الإعاقة؟

قبل أن تركن سيارتك في موقف ليس لك، اسأل نفسك: هل تستطيع التنقل دون عوائق؟ هل يمكنك أن تسير دون كرسي متحرك؟ هل تقدر أن تصعد الرصيف دون مساعدة؟ ذوو الإعاقة هم أشخاص يعانون من صعوبات جسدية أو حركية تجعل التنقل مهمة مرهقة ومعقدة والمواقف المخصصة لهم ليست رفاهية، بل جزء من حقهم في الوصول إلى الأماكن العامة والخدمات دون مشقة.

اقرأ ايضا: بنك التنمية الاجتماعية يطلق "تمويل التعليم" لتيسير دراستك بشروط مرنة وسداد مريح

متى أصبح التعدي على الحق شطارة؟

يعتقد بعض السائقين أن الوقوف لدقيقتين في مكان لذوي الإعاقة ليس بالأمر الجلل، سأدخل وأخرج سريعًا، يقولها وهو يركن سيارته بلا اكتراث لكن هل تتخيل لو أنك بهذا التصرف حرمت شخصًا مقعدًا من أداء صلاة، أو زيارة طبيب، أو إنهاء معاملة عاجلة؟ الشطارة الحقيقية هي الالتزام، ليس الالتفاف على القانون.

الموقف يعكس وعيك

احترام المواقف المخصصة ليس فقط احترامًا للنظام المروري، بل هو مؤشر مباشر على مستوى وعي المجتمع في الدول المتقدمة لا يحتاج الأمر إلى دوريات أو مخالفات لتطبيقه، فالفرد نفسه هو أول من يمنع نفسه لكن حين يغيب الوعي، يتحول احترام النظام إلى مهمة قسرية تحتاج إلى الرقابة والعقاب.

الإدارة العامة للمرور

جاء بيان الإدارة العامة للمرور واضحًا وصريحًا: لا تهاون مع من يعتدي على حقوق الآخرين وأكدت على أن الوقوف في الأماكن المخصصة لذوي الإعاقة مخالفة صريحة تستوجب العقوبة، وأنه سيتم مواصلة الحملات الرقابية بلا انقطاع.

وهنا لا بد أن نقف قليلًا أمام فكرة الحملات، فالحملة مؤقتة بطبعها، لكن وجودها المستمر يعني أن المشكلة متكررة وشبه مزمنة، وأن هناك استهتارًا من فئة من السائقين تستدعي ردعًا مستمرًا.

العقوبة ليست الهدف

القوانين المرورية ليست مجرد بنود قانونية جامدة، بل أدوات لتقويم السلوك المجتمعي والغرامة المالية ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لتذكيرك بأنك لست وحدك على الطريق، وأن لكل فرد في المجتمع حق يجب أن تحترمه.

فهل تنتظر أن تُغرَّم لتتعلم؟ أم أن ضميرك هو الشرطي الذي يحكم تصرفاتك؟ تغيير السلوك يبدأ من الداخل، من الوعي، من التربية، من المسؤولية.