صدمة في التعليم السعودي .. هذه الفئة من المتفوقين محكوم عليها بالفشل رغم تفوقها!

نظام الغياب في المدارس السعودية
  • كتب بواسطة :

تشهد المنظومة التعليمية في المملكة العربية السعودية تحولًا نوعيًا في آليات متابعة الطلاب داخل المدارس، خاصة فيما يتعلق بالغياب والانضباط اليومي . فقد أعلنت وزارة التعليم عن تفعيل نظام صارم للرصد الفوري للغياب عبر منصة "نور"، بحيث يصبح حضور الطالب اليومي أمرًا لا يقبل الإهمال أو التأجيل وهذا القرار ليس مجرد إجراء إداري عابر، بل خطوة مدروسة تهدف إلى إعادة ضبط الثقافة التعليمية وترسيخ مبدأ أن المدرسة ليست مكانًا عاديًا يذهب إليه الطالب وقت ما يشاء، بل مؤسسة لها هيبتها وقوانينها ومسؤولياتها. فالتعليم لا يعتمد على الكتب والمعلمين فقط، بل على الالتزام، والتواجد، والمشاركة الفعلية جقصمك بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

 

طلاب محرومون من النجاح رغم تفوقهم.. لماذا؟

من أكثر النقاط التي أثارت الجدل في القرار الجديد هو أن بعض الطلاب، مهما بلغ مستوى تفوقهم الدراسي، قد يُحرمون من النجاح إذا تجاوزوا نسبة الغياب المسموح بها دون أعذار نظامية.

الوزارة تؤكد أن النجاح ليس درجات فقط، بل حضور ومشاركة والتزام. فالطالب الذي يتفوق أكاديميًا ولكنه يغيب باستمرار يُفقد العملية التعليمية معناها الحقيقي، ويتحول لمجرد حافظ للمعلومة لا مشارك في بنائها.

هذا الإجراء صارم نعم، لكنه عادل لمن يفهم قيمة التعليم، ويضع مسؤولية على الطالب وأسرته لمتابعة الحضور اليومي بجدية تامة.

اقرأ أيضا: صدمة للمسافرين ابتداءً من اليوم .. إرجاع جميع الركاب من المطار بسبب شرط جديد صدم الجميع على الخطوط السعودية

منصّة "نور".. قلب الرقابة التعليمية

منصة "نور" ليست مجرد برنامج إداري؛ إنها العمود الرقمي الذي تربط به الوزارة إدارات المدارس، وأولياء الأمور، والمعلمين، والطلاب.

اليوم، تتوسع مسؤوليتها لتشمل الرصد اليومي للحضور بدقة لحظية. كل غياب يُوثَّق، كل تأخير يُسجَّل، وكل ملاحظة تُحفظ، لتكون الوزارة أمام لوحة بيانات متكاملة تكشف الواقع كما هو، بلا وساطات ولا اجتهادات شخصية.

البيانات ليست للاطلاع فقط، بل تُستخدم لبناء خطط معالجة، وتوجيه المدارس، وتفعيل لجان إرشاد لمنع تفاقم الغياب، بما يجعل النظام التعليمي أكثر صرامة، وأكثر شفافية، وأكثر قدرة على المتابعة والمحاسبة.

اقرأ أيضا: غرامات تصل إلى 10000 ريال سعودي لملاك الإبل والخيول في هذه الحالة

لماذا هذا الإصرار على الانضباط؟

وزارة التعليم لا تعلن قرارات شكلية. التوجه واضح وثابت: المدرسة ليست مجرد صفوف وإنصراف، بل محصّن تربوي، ومصنع قيم، وبوابة تصنع جيلاً واعيًا ومنضبطًا.

الحضور اليومي ينعكس على شخصية الطالب قبل أن ينعكس على علاماته. فالطالب الذي يتعلم احترام الوقت، والالتزام بالجدول، والانخراط الفعلي في البيئة التعليمية، هو في الحقيقة يبني ذاته قبل أن يحصل على شهادة نهاية العام.

والتغيب المتكرر ليس مجرد غياب جسدي، بل انقطاع عن مسؤولية، وتراجع عن مسار تربوي يتجاوز المعرفة إلى بناء الشخصية.

شراكة المدرسة والأسرة.. محور نجاح القرار

الوزارة تدرك أن الانضباط لا يمكن فرضه بالقوة وحدها، بل بتعاون الأسرة. لذلك، يشتمل النظام على إشعارات فورية للوالدين، وتنبيهات إلكترونية، وتواصل مستمر مع الإدارة المدرسية.

بناء جيل ملتزم يبدأ في البيت قبل المدرسة. ومن هنا، تتحول الأسرة من متفرج إلى شريك فعّال يتحمل دوره في متابعة أبنائه يوميًا، ومعالجة أي سلوك سلبي قبل أن يتحوّل لعادة.

تربية قبل أن تكون فصولًا ودروسًا

رؤية المملكة في التعليم ليست تقنية فقط، بل أخلاقية وفكرية. الرصد اليومي للغياب يرتبط بثقافة احترام النظام، وغرس قيم الانتماء للوطن، وتعزيز الانضباط الذي يمثل أساس كل تقدم حضاري.

كما شددت الوزارة على دور المدارس في حماية الطلاب من الأفكار المنحرفة، وتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال، وبناء عقول متوازنة ومواطنة صالحة.