خطوات فحص اللياقة المهنية اللازم للجميع في السعودية

فحص اللياقه المهنيه

تشهد المملكة العربية السعودية في الفترة المقبلة خطوة جديدة نحو تعزيز كفاءة سوق العمل ورفع مستوى جودة الأداء الوظيفي، من خلال بدء تطبيق فحص اللياقة المهنية اعتبارًا من شهر شعبان القادم، وهو قرار يمثل نقلة نوعية في آلية تقييم العاملين في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية وهذه الخطوة لا تأتي من فراغ، بل هي امتداد لجهود الدولة المستمرة في تطوير بيئة العمل، وضمان أن يكون كل موظف قادرًا فعلاً على أداء مهامه اليومية بكفاءة، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية أو السلوكية . فالفكرة ليست مجرد فحص طبي روتيني، بل هي منظومة متكاملة هدفها بناء قوة عاملة فعالة ومؤهلة تعكس صورة المملكة في مسيرة التنمية الشاملة غزيظل بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ما هو فحص اللياقة المهنية؟

فحص اللياقة المهنية هو اختبار شامل يهدف إلى التأكد من سلامة الموظف وقدرته على أداء مهامه الوظيفية دون وجود أي عوائق صحية أو نفسية قد تؤثر في جودة أدائه أو سلامته وسلامة زملائه. الفحص لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب العقلية والنفسية والسلوكية التي تؤثر على الإنتاجية، خصوصًا في الوظائف الحساسة التي تتطلب تركيزًا عاليًا أو تعاملًا مباشرًا مع الجمهور.

يشمل الفحص عدة مراحل، تبدأ من الفحوص الطبية الأساسية مثل ضغط الدم، ونسبة السكر، ووظائف الكبد والكلى، مرورًا بفحوص النظر والسمع، وانتهاءً بتقييم القدرات العقلية والسلوكية ومدى الاستقرار النفسي للموظف.

اقرأ أيضا: ترتيب الدوري السعودي يشتعل.. النصر في القمة والتحدي يزداد سخونة

القطاعات المشمولة بالفحص

القرار يشمل جميع القطاعات في المملكة دون استثناء:

  • القطاع الحكومي: ويضم الوزارات، والهيئات العامة، والمؤسسات الحكومية.
  • القطاع الخاص: ويشمل الشركات والمصانع والمؤسسات التجارية والخدمية.
  • القطاع غير الربحي: مثل الجمعيات الأهلية والمنظمات التطوعية.

اقرأ أيضا: المرور يحسمها رسميًا .. 400 ريال غرامة على كل سائق أجرة يهمل هذا الشيء!

 

أهداف تطبيق الفحص

تطبيق فحص اللياقة المهنية ليس مجرد إجراء إداري أو تنظيمي، بل خطوة استراتيجية لها مجموعة من الأهداف الجوهرية التي تخدم الفرد والمنشأة والمجتمع على حد سواء، ومن أبرز هذه الأهداف:

  1. رفع مستوى الكفاءة في بيئة العمل: الموظف الذي يتمتع بصحة جيدة ولياقة بدنية وعقلية عالية يكون أكثر إنتاجًا واستقرارًا في عمله، مما ينعكس إيجابًا على أداء المؤسسة ككل.

  2. الحد من الحوادث والإصابات الوظيفية: بعض الوظائف تتطلب تركيزًا عاليًا، مثل قيادة المركبات أو تشغيل الآلات الثقيلة، وأي ضعف في القدرات الجسدية أو الذهنية قد يؤدي إلى أخطاء جسيمة أو حوادث خطيرة. الفحص هنا يلعب دور الوقاية قبل وقوع الضرر.

  3. تعزيز مفهوم العدالة في التوظيف: هذا القرار يضمن أن التقييم قائم على الكفاءة الحقيقية وليس على العلاقات أو الأقدمية، فاللياقة المهنية أصبحت معيارًا أساسياً لأي وظيفة.

  4. دعم التنمية البشرية المستدامة: المملكة تسعى دائمًا إلى تطوير رأس المال البشري باعتباره الثروة الحقيقية لأي وطن، والفحص يساعد على ضمان أن يكون العاملون جزءًا من هذه التنمية لا عبئًا عليها.

  5. تقليل معدلات التغيب والإجازات المرضية: الموظف غير السليم أو المرهق صحيًا يميل إلى كثرة الغياب، مما يؤثر على سير العمل. أما الفحص المبكر فيكشف أي مشكلات صحية ويتيح علاجها قبل أن تتفاقم.

كيف سيتم تنفيذ الفحص؟

تُشرف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة الصحة على تنفيذ هذا النظام الجديد. وسيتم اعتماد مراكز طبية معتمدة في مختلف مناطق المملكة لإجراء الفحوص، بحيث تضمن جودة النتائج ودقتها.

وسيشمل التطبيق عدة مراحل:

  1. المرحلة الأولى: تستهدف العاملين الجدد قبل الالتحاق بالوظيفة، للتأكد من ملاءمتهم المهنية.

  2. المرحلة الثانية: تشمل الموظفين الحاليين في القطاعات المختلفة بشكل دوري، للتأكد من استمرار سلامتهم وقدرتهم على أداء العمل.

  3. المرحلة الثالثة: ستكون مخصصة للوظائف ذات الخطورة العالية أو الحساسية، مثل وظائف الطيران، والأمن، والمهن الطبية، حيث يتطلب الأمر دقة أكبر في التقييم.