بشائر الاعتدال في هذا الموعد .. سهيل يقترب وانخفاض الحرارة في الطريق

سهيل
  • كتب بواسطة :

مع مرور الأيام واقتراب نهاية الصيف اللاهب يترقب سكان الجزيرة العربية دخول موسم سهيل، ذلك الموسم الفلكي الذي يعد علامة بارزة في تقويم أهل الصحراء والبادية والبحر منذ مئات السنين فبعد تسعة أيام فقط، سيظهر نجم سهيل في الأفق الجنوبي، معلنًا بداية مرحلة مناخية جديدة تتميز بانخفاض درجات الحرارة تدريجيًا، وتبدل حال الطقس من شدة القيظ إلى اعتدال يفتح الباب لعودة الحياة إلى وتيرتها الطبيعية بعد صيف طويل قاسٍ خضبلخ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ما هو نجم سهيل؟

نجم سهيل أو ما يعرف بـ Canopus عالميًا، هو ثاني ألمع نجم في السماء بعد نجم الشعرى اليمانية ويظهر في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية بشكل أوضح، بينما يترقبه سكان الجزيرة العربية في أواخر أغسطس من كل عام تقريبًا.

وقد ارتبط هذا النجم بالتراث العربي بشكل وثيق؛ إذ اعتبره العرب قديمًا مؤشرًا فلكيًا على انتهاء القيظ وبداية التغير المناخي فظهوره كان بمثابة "ساعة فلكية" يعتمدون عليها أكثر من اعتمادهم على التقويم المكتوب وكانوا يقولون: "إذا طلع سهيل برد الليل واعتدل النهار".

اقرأ أيضا: المدينة المنورة تكشف مفاجآت التقويم الدراسي الجديد .. إجازات بالجملة ومواعيد غير متوقعة!

التغيرات المناخية مع دخول سهيل

يُشكل دخول موسم سهيل نقطة تحول مناخية ملموسة فخلال هذا الموسم تبدأ الحرارة بالانخفاض تدريجيًا، خصوصًا في ساعات الليل والصباح الباكر كما تقل حدة الرطوبة تدريجيًا على السواحل، وتبدأ نسمات معتدلة في الظهور بعد شهور من الهواء الساخن الجاف.

ومع استمرار الموسم يصبح الليل أطول والنهار أقصر، ويبدأ اعتدال الطقس بالظهور بشكل ملحوظ كما تتهيأ الأجواء لهطول الأمطار الخفيفة في بعض المناطق، خصوصًا في جنوب الجزيرة العربية.

اقرأ أيضا: السعودية تتزين بالأخضر .. أجمل عبارات تهنئة لليوم الوطني الـ95 وتاريخ الاحتفال

تقسيمات موسم سهيل

يقسَّم موسم سهيل إلى أربعة أجزاء رئيسية، كل جزء منها يمتد لأيام محددة ويتميز بخصائص مناخية وزراعية مختلفة:

  1. الطرفة: أول أيام سهيل، يمتد نحو 13 يومًا، وفيه تبدأ الحرارة بالانكسار تدريجيًا.
  2. الجبهة: يستمر قرابة 13 يومًا، ويصبح فيه الليل ألطف والنهار أكثر اعتدالًا.
  3. الزبرة: خلاله تزداد برودة الليل وتبدأ بعض الأشجار في الإثمار.
  4. الصرفة: وهو آخر نجوم سهيل، ويُقال فيه: "إذا طلعت الصرفة صرفت الحر عن الناس".

انعكاسات الموسم على حياة الناس

كان دخول سهيل قديمًا مناسبة مهمة للناس في الجزيرة العربية فالرعاة والفلاحون والصيادون جميعهم كانوا يعتمدون على هذا الموسم في تنظيم أعمالهم.

  • الفلاحون: يعدونه بداية موسم الزراعة لبعض المحاصيل مثل القمح والشعير والخضروات الموسمية.
  • الرعاة: يعتبرونه مؤشرًا على عودة المراعي للحياة بعد جفاف الصيف.
  • الصيادون: يجدون في انخفاض الحرارة فرصة أفضل للإبحار دون مشقة كبيرة.
  • الناس عمومًا: يبدؤون في ترتيب حياتهم اليومية، حيث تعود الأنشطة الليلية، وتقل مشقة السفر والتنقل.