قرار غير مسبوق .. أمر تاريخي من ولي العهد: حاملو تأشيرة العمرة يعملون رسمياً في السعودية

العمل بتأشيرة العمرة في السعودية

في خطوة تاريخية تعكس توجه المملكة نحو تعزيز سوق العمل وتنويع مصادر الدخل، أصدر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان توجيهات تسمح لحاملي تأشيرة العمرة بالعمل داخل المملكة، وذلك وفق ضوابط محددة تضمن تحقيق التوازن بين احتياجات السوق والحفاظ على الحقوق القانونية للعاملين . القرار يأتي ضمن الإصلاحات الكبرى التي تشهدها البلاد في إطار رؤية السعودية 2030، ويُعد نقلة نوعية في استثمار الطاقات البشرية الوافدة خلال مواسم العمرة ولشجل بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

السماح بالعمل لحاملي تأشيرة العمرة

القرار يفتح الباب أمام ملايين المعتمرين القادمين سنوياً لتحويل إقامتهم المؤقتة إلى فرصة عمل نظامية في قطاعات متعددة مثل الضيافة، الرعاية الصحية، الخدمات اللوجستية والتجزئة، وهو ما يسهم في سد فجوات سوق العمل خاصة خلال المواسم التي تشهد ضغطاً متزايداً على الخدمات.

وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أوضحت أن العمل بموجب تأشيرة العمرة سيخضع لنظام عقود محددة المدة، تتراوح غالباً بين ستة أشهر إلى عام واحد، مع إمكانية التجديد وفق حاجة السوق. كما أكدت أن جميع العقود ستُسجل عبر منصاتها الإلكترونية لضمان الشفافية وحماية حقوق العاملين وأصحاب العمل على حد سواء.

إلى جانب ذلك، ستلتزم العمالة الوافدة بالأنظمة المعمول بها في التأمينات الاجتماعية واللوائح العمالية، بما يعزز من استقرار العلاقة التعاقدية ويمنع أي تجاوزات. الوزارة شددت أيضاً على وجود رقابة صارمة لمنع تشغيل العمالة خارج الإطار القانوني، مع فرض عقوبات على المخالفين والتنسيق المستمر مع الجهات الأمنية لضمان الالتزام الكامل بالضوابط.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تحمل أبعاداً اقتصادية واستراتيجية مهمة، إذ ستوفر للمملكة موارد إضافية من خلال الرسوم والتأمينات، إلى جانب تقليل تكاليف استقدام العمالة الجديدة على المستثمرين. وبينما رحّب كثيرون بالقرار واعتبروه فرصة لتعزيز مرونة سوق العمل، عبّر آخرون عن مخاوف من زيادة المنافسة مع العمالة المحلية. ومع ذلك، فإن الضوابط الدقيقة والرقابة المستمرة من المتوقع أن تضمن التوازن بين مصلحة الاقتصاد الوطني وحماية فرص العمل للمواطنين.