المرور يحسمها .. غرامة صادمة تصل إلى 2000 ريال سعودي لكل من يتجاوز في المنعطفات

مخالفة التجاوز في المنعطفات

تُعدّ الطرق العامة شريان الحياة اليومية للمجتمعات، وميدانًا تتقاطع فيه مسارات الناس من مختلف الاتجاهات . ولأن القيادة ليست مجرد مهارة، بل مسؤولية، جاءت الأنظمة المرورية لتنظم حركة السير وتضمن سلامة الجميع. ومن أخطر المخالفات التي تُهدد هذه المنظومة هي التجاوز في الأماكن التي يُحظر فيها التجاوز، كالمُنْعطفات والمرتفعات، وهي مخالفة جسيمة فرضت إدارة المرور السعودية على مرتكبيها غرامة تصل إلى 2000 ريال، لما تحمله من خطورة بالغة على الأرواح والممتلكات حنبصف بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ما معنى التجاوز ولماذا يُعد خطيرًا؟

التجاوز هو انتقال السائق من مساره إلى مسار آخر بقصد تخطي مركبة أمامه. في الطرق المستقيمة والواضحة الرؤية، يمكن لهذا الفعل أن يتم بشكل آمن إذا التزم السائق بالضوابط النظامية. أما في الأماكن التي تكون فيها الرؤية محدودة أو منعدمة، كالمُنْعطفات أو المرتفعات أو الطرق الجبلية، فإن هذا الفعل يتحول إلى مغامرة غير محسوبة قد تنتهي بكارثة.

في مثل هذه المواقع، لا يستطيع السائق رؤية ما ينتظره خلف الانحناءة أو ما بعد القمة، فيتجاوز وهو يظن أن الطريق خالٍ، ليُفاجأ بسيارة قادمة في الاتجاه المعاكس. لحظات قصيرة قد لا تتجاوز الثواني، لكنها كافية لتحويل الطريق إلى ساحة اصطدام مروّعة.

اقرأ أيضا: تحذير عاجل لكل المقيمين .. السعودية تبدأ تطبيق عقوبات قاسية تصل للسجن و50 ألف ريال!

السبب في منع التجاوز في المنعطفات والمرتفعات

المنع هنا ليس تقييدًا للحرية، بل إجراء وقائي ضروري. فالمنعطف بطبيعته يحجب الرؤية الجانبية، والمرتفع يحجب الرؤية الأمامية، وكلاهما يمنع السائق من تقدير المسافة الحقيقية أو سرعة المركبات القادمة. لذلك، تُمنع عمليات التجاوز في هذه المواضع حمايةً للسائق نفسه ولغيره من مستخدمي الطريق.

ومن أجل ضمان التزام الجميع، وُضعت علامات أرضية صفراء متقطعة أو متصلة تشير إلى السماح بالتجاوز أو منعه، كما تُضاف لوحات تحذيرية تُذكّر السائق بأن الطريق غير آمن للتخطي. تجاهل هذه العلامات يُعد استهتارًا صريحًا بالنظام وبالسلامة العامة.

اقرأ أيضا: عاصفة رعدية قوية تضرب السعودية.. أمطار غزيرة ورياح مثيرة للغبار تضرب عدة مناطق هذا الأسبوع

غرامة مالية تصل إلى 2000 ريال... لماذا؟

إدارة المرور السعودية شددت في أنظمتها الحديثة على ضرورة الحد من المخالفات التي تؤدي إلى الحوادث المميتة، فجاءت غرامة التجاوز في المناطق الممنوعة لتصل إلى 2000 ريال كإجراء رادع. هذه الغرامة ليست الهدف منها العقاب المالي فقط، بل غرس الوعي والانضباط المروري في نفوس السائقين.

القانون يعلم أن المال لا يعوّض الأرواح، لكن الغرامة المرتفعة تلفت الانتباه وتدفع السائق إلى التفكير مرتين قبل ارتكاب المخالفة. فمجرد إدراكه بأن المخالفة قد تكلفه مبلغًا كبيرًا وربما تسجل عليه نقاطًا مرورية تجعله أكثر حذرًا وانضباطًا في القيادة.

حوادث مؤلمة سببها التجاوز الخاطئ

كثير من تقارير المرور في المملكة تشير إلى أن حوادث وجهاً لوجه على الطرق الجبلية أو السريعة غالبًا ما تكون ناتجة عن تجاوز غير نظامي في أماكن محظورة. سائق يتجاوز دون أن يرى القادم من الاتجاه الآخر، وسائق آخر يسير في مساره الطبيعي، والنتيجة اصطدام مميت لا ينجو منه أحد بسهولة. هذه الحوادث لا تقتصر أضرارها على الأرواح فقط، بل تمتد إلى خسائر مادية كبيرة، وتعطيل حركة المرور، ونشر الرعب بين السائقين على الطريق.

لو أن كل سائق توقف للحظة وفكر: “هل التجاوز يستحق أن أخاطر بحياتي؟” لَما أقدم أحد على تلك المجازفة.

دور إدارة المرور في الوقاية والتوعية

تتبنّى إدارة المرور السعودية سياسة تجمع بين الردع والتوعية. فهي تفرض العقوبات الصارمة من جهة، وتكثّف حملات التثقيف من جهة أخرى. عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل، تبث الإدارة رسائل توعوية تذكّر السائقين بخطورة المخالفات التي قد تبدو بسيطة لكنها مميتة في نتائجها.

كما أن الأنظمة الحديثة — مثل الكاميرات الذكية وأجهزة الرصد الآلي — ساعدت في الكشف الفوري عن المخالفات، مما قلّل من فرص الإفلات من العقوبة. الغاية ليست التضييق على السائقين، بل حمايتهم، وجعل الطرق بيئة آمنة تحترم القوانين وتحافظ على الأرواح.